في دراسة موجهة بعلاج مموه (وهمي )على أفراد مصابين بداء السكري من النمط 2 وبالتهاب نسج داعمة شديد وذوي سيطرة سيئة على سكر الدم ، تم فيها المقارنة بين التقليح وتسوية الجذور بالمشاركة مع المعالجة الجهازية بالدوكسي سكلين doxycycline لمدة 14 يوم وبين المعالجة المماثلة المشتركة بالمعالجة الجهازية المموهة . فوجد أن كلا المجموعتين من المرضى كان عندهم تحسن كبير في الحالة حول السنية ، مع نقصان في أعماق السبر والنزف على السبر .
ووجد أن أولئك اللذين عولجوا بالدوكسي سكلين doxycycline كان عندهم انخفاض أكبر في انتشار جراثيم P. gingivalis، التي كانت ثابتة أكثر بمرور الوقت. وأظهر المرضى المعالجون بالدوكسي سكلين تحسن هامّ أيضا في السيطرة على سكر الدم لمدة 3 شهور بعد المعالجة ، والتي عادت بشكل تدريجي إلى المستوى الأساسي في 6 شهور.
أما الأشخاص المعالجون بعلاج مموه (وهمي) لم يكن عندهم أي تحسن هام في السيطرة على سكر الدم . تقترح هذه الدراسات بأن مشاركة التنضير الميكانيكي التحت لثوي والمعالجة الجهازية بالدوكسي سكلين doxycycline قد يؤديان إلى تحسن قصير الأمد في سكر الدم في مرضى السكري المصابين بأمراض نسج داعمة شديدة ولديهم سيطرة استقلابية سيئة .
بالمقابل، فإن الأفراد المصابين بمرض السكري المسيطر عليه بشكل جيد أو المسيطر عليه بشكل متوسط ولديهم التهاب نسج داعمة والذين عولجوا بالمعالجة الميكانيكية لوحدها لم يظهروا أي تغييرات هامّة في السيطرة على سكر الدم، على الرغم من تحسن الحالة حول السنية لديهم .
في دراسات عن الأشخاص المعالجين بالعلاج الميكانيكي بدون الاستعمال الداعم للمضادات الحيوية، وجد أن حدوث تغيرات هامة في السيطرة على سكر الدم هو أمر أقل شيوعاً .العديد من المرضى في هذه الدراسات كان عندهم سيطرة جيدة نسبيا على سكر الدم قبل المعالجة، لذلك يمكن توقع الحصول على فائدة أقل على السيطرة الإستقلابية . بالرغم من أن الاستعمال الروتيني للمضادات الحيوية الجهازية في معالجة التهاب النسج الداعمة المزمن هو غير مبرر، فإن المرضى المصابين بمرض السكري المسيطر عليه بشكل سيء المريض وبالتهاب النسج الداعمة الشديد قد يشكلون مجموعة واحدة من المرضى اللذين يعتبر مثل هذا العلاج ملائم لهم . وتبقى المضادات الحيوية داعمة للإزالة الميكانيكية الضرورية للويحة و القلح .
إن الآليات التي تحرض بها المضادات الحيوية الداعمة على إحداث تغييرات إيجابية في السيطرة على سكر الدم عندما تشارك مع التنضير الميكانيكي هي مجهولة في هذا الوقت. فالمضادات الحيوية الجهازية قد تزيل الجراثيم المتبقية بعد التقليح وتسوية الجذور ، علاوة على ذلك فإنها تنقص الهجوم الجرثومي على المضيف.
إن التتراسكلينات Tetracyclines معروفة أيضاً لإيقاف تسكر البروتين (تحميله بالسكر) ولإنقاص نشاط الإنزيمات الحالة للنسج مثل أنزيم metalloproteinases (MMPs)
هذه التغييرات قد تساهم في تحسين السيطرة الإستقلابية على مرض السكري. وإن جرعة منخفضة من الدوكسي سكلين (doxycycline 20 mg) قدمت بغرض معين لتخفيض إنتاج الأنزيم الحال للكولاجين MMPs(انظر الفصل 52). هذه الجرعة ليس لها تأثيرات المضاد الحيوي ولا تحرض مقاومة مضادة للجراثيم بالاستعمال الطويل المدى. ولأن مرض السكري يرتبط بإنتاج مرتفع جداً لأنزيم الكولاجيناز collagenase، فقد استعملت الجرعة المنخفضة من الدوكسي سكلين doxycycline في معالجة التهاب النسج الداعمة عند مرضى السكري .
يقترح الدليل التمهيدي بأن الجرعة المنخفضة من الدوكسي سكلين doxycycline، بالمشاركة مع التقليح وتسوية الجذور ، قد تحسن المشعرات حول السنية السريرية بالمقارنة مع التقليح وتسوية الجذور لوحدها في مرضى السكري. علاوة على ذلك، فإن التحسينات قصيرة الأمد في السيطرة على سكر الدم قد ظهرت بالمعالجة التشاركية، بينما لم تشاهد أي تغيرات في السيطرة على سكر الدم عندما استخدمت المعالجة الميكانيكية لوحدها .
ويشار إلى القيام بأبحاث أخرى لتحديد الفائدة المساعدة لمثل هذه المعالجات التشاركية في مرضى السكري.
الإصابة حول السنية المتعلقة بالسيطرة على سكر الدم عند مرضى السكري
إن فهم تأثيرات الإصابات الأخرى مفيد في تحديد الآليات التي تؤثر فيها الإصابة حول السنية على السيطرة على سكر الدم .
__________________