الجديد في مَرَض إلتهاب الشبكية الصباغي

نجح علماء من كلية طب جونز هوبكنز الامريكية في ايقاف تنكس شبكية العين في فئران تعاني من نوع من التهاب الشبكية الصباغي وذلك عن طريق علاجها بمواد مضادة للأكسدة
منها فيتامين (e).
وعن ذلك يقول البروفيسور بيتر كامبوشيارو, استاذ دراسات طب العيون والاعصاب في جامعة جونز هوبكنز الامريكية انه مازال هناك المزيد من البحث لمعرفة ما اذا كانت
نتائج استعمال الدواء مع الانسان ستثبت نجاح مشابه لما حدث في الفئران الا انه يضيف ان النتائج التي حصل عليها مع الفئران ساعدت في حل اسطورة.
ففي مرضى التهاب الشبكية الصباغي تموت الخلايا الضوئية القضيبية نتيجة لطفرة معينة، الا ان الخلايا الضوئية المخروطية سرعان ما تموت ايضاً نتيجة لارتفاع نسبة
الاوكسجين في الشبكية. ويسمى التلف الناتج عن الاكسجين بتلف الاكسدة وهو ما يمكن تقليله عن طريق استخدام مضادات الاكسدة.
وهنا يضيف كامبوشيارو ان هذا الاكتشاف قد نجح العلماء في وضع هدف معين للعلماء لكي يعملوا باتجاهه بالنسبة لمرضى التهاب الشبكية الصبغي.
وقد خرج هذا الموضوع الى النور للمرة الاولى في يوليو الماضي عندما نشر كامبوشيارو وفريقه في طب جونز هوبكنز اكتشافهم في الطبعة الالكترونية من المجلة الطبية
المعروفة باسم "اجراءات الاكاديمية القومية للعلوم".
وتتكون الشبكية في معظم الثدييات بما فيها الفئران والبشر من خلايا حساسة للضوء تسمى بالخلايا المخروطية والخلايا القضيبية وسميت وفقاً لشكلها الهندسي.
وتقوم هذه الخلايا بتحويل الضوء المستقبل الى اشارات عصبية تنتقل الى المخ عن طريق العصب البصري.
وتستخدم العين الخلايا المخروطية في رؤية الالوان والرؤية في الاماكن المضاءة جيداً اما الخلايا الاكثر عدداً وهي القضيبية فتستهدف الرؤة في الاماكن المظلمة.

وتحتوي شبكة العين على حوالي 125 مليون خلية قضيبية مقابل 6 مليون خلية مخروطية فقط.
وفي امراض مثل التهاب الشبكية الصباغي وتنكس شبكية العين الناتج عن تقدم السن يحدث ان هذه الخلايا تموت مما ينتج عنه العمى.
ويقول كامبوشيارو انه في دراسات سابقة قام العلماء بتعريض اعين الفئران للاكسجين مما نتج عنه موت الخلايا القضيبية والمخروطية وهنا ظهر مفتاح اللغز وهو ان نسب
الاكسجين العالية والتي تنتج عن الموت الطبيعي للخلايا القضيبية هو المسئول عن موت الخلايا المخروطية الاقل عدداً.
وللتأكد من ذلك قام العلماء باستخدام مضادات الاكسدة لحماية الخلايا من التلف وهو ما أثبت فاعلية حقيقية حيث نجت خلايا مخروطية كثيرة من التلف.
عند التجربة على الفئران المريضة بتنكس الشبكية حدث ان الخلايا القضيبية ماتت كلياً عند اليوم الثامن عشر وعقبها في ذلك الخلايا المخروطية والتي ماتت بنسبة
85% في الوم الخامس والثلاثين. وكان كامبوشيارو وفريقه قد قاموا بحقن الفئران بفيتامين (e) و فيتامين (c) ومواد اخرى كلها مضادات للاكسدة ما بين اليومين الـ
18 والـ 35.
واظهرت النتائج ان 40% من الخلايا المخروطية لم تتلف في الفئران التي حقنت بفيتامين (e) ومضادات الاكسدة الاخرى.
ويضيف كامبوشيارو ان التجربة اثبتت بم لا دع مجالاً للشك العلاقة بين الاكسجين وتلف الخلايا الضوئية كما رسمت ايضاً مستقبل العلاح بمضادات الاكسدة كما تقترح
ايضاً ان برنامج غذائي غني بمضادات الاكسدة قد يحمي مرضى التهاب الشبكية الصباغي من العمى.
وركز كامبوشيارو انه حتى اذا كان العلاج الجديد فعال مع مثل هذه الامراض الوراثية فهو لن يشفيها تماماً الا ان انقاذ الخلايا المخروطية الهامة للنظر من التلف
سيعمل كوسيلة صيانة وهذا في حد ذاته تطور كبير.
وتتوفر مضادات الاكسدة بكثرة في الفواكه والخضروات وبعض المكملات الدوائية الا ان كامبوشيارو لم يوضح اذا ما كانت الوسائل الطبيعية المتوفرة في الطعام ستكون
فعالة في العلاج دون الدواء.